هناء ثروت ممثلة مشهورة عاشت في الوسط الفني فترة من الزمان ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته , فأصبحت تبكي على ماضيها المؤلم .
تروي قصتها وتقول : انهيت اعمالي المنزلية عصر ذاك اليوم , وبعد أن اطمأننت على اولادي وقد بدأو في استذكار دروسهم جلست في الصالة وهممت بمتابعة مجلة اسلامية حبيبه إلى نفسي , ولكن شيئاً ماشد انتباهي , ارهفت سمعي لصوت ينبعث من احد الغرف وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى الصوت يعلو تارة ويغيب تارة اخرى, نهضت بتعجل لأستبين الأمر ثم عدت إلى مكاني عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلداً انيقاً تدور به الغرفه فرحاً , وهي تلحن ماتقرأ , لقد اهدتها إدارة المدرسة ديون ( أحمد شوقي) لتفوقها في دراستها وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
لا ادري لماذا اخذت ابنتي في تكرار هذا البيت لعله اعجبني واخذت اردد معها وقد انفجرت مدامعي تأثراً وانفعالاً اناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لا تفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها وصوت ابنتي لا يزال يردد بيت شوقي : خدعوها ؟"!
نعم لقد مورست علي عمليات خداع نصبتها اكثر من جهه تعود جذور المأساه منذ سنوات كنت فيها الطفلة البريئة لأبوين مسلمين كانا من المفروض عليهما استشعار المسؤولية تجاه وديعة الله لديهما اللتي هي انا بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة لأغدوا حق مسلمة كما المطلوب ولكن اسأل الله ان يعفوا عنهما , كانا منصرفين , كل واحداً منهما لعمله , فأبي بطبيعة الحال خارج البيت في كدح متواصل تاركاً عبئ الأسرة لأمي اللتي كانت بدورها موزعة الأهتمامات ما بين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله , إلى جانت تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة , وبالطبع لم اجد الرعاية والأعتناء اللازمين حتى تلقفتني دور الحضانة ولما بلغت الثالثة من عمري . كنت اعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شي , فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الأبتدائية في محاولة لجذب الأنتباه إلى شخصي المهمل , بيد ان شيئاً ما اخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد . اجل فقد حباني الله جمالأ ورشاقه , وحنجره غريده , جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبه دائمة تستعيدني الأدوار الغنائية الراقصة منها والأستعراضية منها اللتي اشاهدها في التلفاز حتى غدوت افضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية ولا ازل احتفظ في ذاكرتي بأحداث يوم كرمت فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي احتضنتني الأم ليليان مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية وغمرتنتي بقبلاتها قائلة لزميلة لها لقد نجحنا في مهمتنا إنها واشتارت إلي من نتاجنا وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا ! لقد صور لي خيالي الساذج انذاك اني سأبقى دائماً مع تلك المعلمة وهذه المديرة واسعدني ان اجد بعضاً من حنان افتقدته وان كنت قد لا حضت ان عطفهما من نوع غريب تكشفت لي ابعاده ومرانية بعد إذ ووافقت على حقيقة هذا الأهتمام المستورد صراحة , لا استطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائته وانا ادرج من مرحلة لأخرى خاصة بعد ان تبناني احد مخرجي الأفلام السنمائية كفنانة دائمة وسط اهتمام اعلامي كبير بي ! كما اخذت امي تفخر بأبنتها الموهوبه اما معارفها وصويحباتها وتقاد تتقافز سروراً وهي تتملا صوري على شاشة التلفاز جليسها الدائم . كانت تمتلكني نشوة مسكرة وانا ارفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهه كانت تطربني المقابلات والتعليقات الصحفية ورؤية صوري الملونة وهي تحتل اغلفة المجلات وواجهات المحلات حتى وصل بي الأمر إلى ان تعاقد معي متعهدوا الأعلانات والدعايات لأستخدام اسمي فقط لترويح مستحضراتهم وبضائعهم كانت حياتي موضع الأعجاب والتقليد في اوساط المراهقات وغير المراهقات على السواء وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة اللتي شبت نيرانها في نفوس زميلات المهنة ان صح التعبير وبصورة اكثر عند منهما وصل قطار العمر إلى محطات الترهل والأنطفاء وقد اخفقت عمليات التجميل في إعادة نظارة شبابهن فأنصرفنا في تعاطي المخدرات ولم يتبقى من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العطنة وقد لفظنا كبقايات هياكل ميته في طريقها إلى الزوال . قد تتسائل وهل كنتي سعيده حقاً ياأمي ؟ ابنتي الحبيبه لا تدري بأني كنت قطعة من الشقاء والألم فقد عرفت وعشت كل مايحمل قاموس البؤس والمعاناة في معان واحداث ؟ إنسانه واحده عايشت احزاني وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء المبهرجة وعلى الرغم من انها شقيقة والدتي إلى انها تخلفت عنها في كل شي . ويكفيها انها امرأه فاضلة وزوجه مؤمنه وام صالحة . كنت الجأ اليها بين الحين والأخر اتزود من نصائحها واخضع لتحذيراتها وارتضي وسائل لتقويم اعوجاجي وهي تحاول فتح مغاليف قلبي ومسالب روحي بكلماتها القوية ومشاعرها الحانية ولكن الحق يقال كان شيطاني يتغلب على الجانت الطيب الضئيل في نفسي لقلة ايماني وضعف ايرادتي وتعلقي بالمضاهر وعلى الرغم من هذا لم يكن بالمستطاع اسكات الصوت الفطري الصاهل المنبعث في صحراء قلبي المقرور . بات مألوفاً ساهمه واجله وقد اصبحت دمية يلهوا بها اصحاب المدارس الفكرية على اختلاف انتمائتها العقائدية لترويج اغراضهم ومراميهم عن طريق امثالي من المخدوعين والمخدوعات واستبدالنا بمن هم اكثر اخلاصاً او إذا شئت عمالة في هذا الوسط الخطر والمسؤول عن كثير من توجهات الناس الفكرية . وجدت نفسي شيئاً فشيئاً اسقط في عزلة نفسية قاضئة زاد عليها نفوري من اجواء الوسط الفني كما يدعى معرضة عن جلساته وسهراته الصاخبه اللتي يرتكب فيها الكثير من التفاهات الحماقات بأسم الفن او الزماله ! لم يحدث ان ابطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي وانا احاول تحديد الجهه المسؤوله عن ضياعي وشقائي اهي التربية الأسرية الخاطئة ؟ ام التوجيه المدرسي المنحرف ام هي جناية وسائل الأعلام من كل ذلك معاً لقد توصلت ايامها إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب اولادي مستقبلأ ما القاه من تعاسه مهما كان الثمن غالياً إذ يكفي المجتمع اني قدمت ضحية على مذبح الأهمال والتاَمر والشهوات , او كما تقول خالتي على الدين الشيطان وفجأه التقينا على غير ميعاد . كان مثلي , دفعته نزوات الشباب كما علمت بعد إذ إلى هذا الوسط ليصبح نجماً وعذراً فهذه اصطلاحاتنا إنذاك مع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة ولو كانت ثانوية نافراً من التعامل مع الأدوار النسائية . ومره احتفلت الأوساط الفنية والأعلامية احد مشاهير هوليود لها واضررت يومها بتقديم الكثير من المجاملات اللتي تحتمها مناسبه كهذه وانتهزت فرصة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هادئ لألتقاط انفاسي , لمحته جالساً في مكان قريب مني شجعني صمته الشارد ان اقتحم عليه عزلته وسألته بدون مقدمات عن رأيه في المرأه لأعرف كيف ابدا حديثي معه واجابني باقتضاب ان الرجل رجل والمرأه مرأه ولكل مكانه الخاص وفق طبيعته اللتي خلق عليها . استرسلت في التحادث معه وقد ادهشني وجود انسان عاقل في هذا الوسط وفهمت من كلامه انه سيضحي غير اَسف بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل وسيبحث عن عمل شريف نافع يستعيد فيه رجولته وكرامته لحظتها قفز إلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وانا اطرحهه عليه . لم يشأ ان يحرجني يومها ولكن مما وعيت من حديثه وقوله (( إذا تزوجت فستكون زوجتي اماً وزوجاً بكل معنى الكلمة , فاهمه مسؤلياتها وواجباتها وستكون لنا رسالة نؤديها نحو اولادنا لينشؤوا على الفضيلة والاستقامة كما امر الله بعيداً عن المزالق والمنعطفات وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق )) وقال كلاماً اكثر من ذلك ايقض في الصوت الفطري الرايق يدعوني إلى معراج طاهر في قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب . واحسست اني امام رجل يصلح لأن يكون اباً لأولادي على خلاف الكثير ممن التقيت ورفضت الأقتران بهم وبعد فتره شاء الله وتزوجنا وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في اجهزة الأعلام المتعدده حيث تتعيش دائماً على مثل هذه الأخبار . ولكن المفاجأه اللتي اذهلت الجميع كانت بأعلاننا بعد زيارتنا للأراضي المقدسة عن تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء واني سألتزم بالحجاب وسائر السلوكيات الأسلامية المطلوبه إلى جانت تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة بيتي المؤمن في رعاية زوجي طبقاً لتعاليم الله ورسوله اما زوجي قد اكرمه الله بحسن التفقه في الدين وتعليم الناس في المسجد. اولادي الأحباء لم يعرفوا ان اباهم في عمامته , وامهم في جلبابها كانا ظالين فهداهما الله واذاقهم حلاوة التوبه والأيامان . خالتي المؤمنه ذرفت دموعها فرحه وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي ولا تزال الأن تحتضنني كما لو كنت صغيرة وتسأل الله لي الصبر والثبات امام حملات التشهير والنكاية اللتي استهدفت ايغاضتي بعرض افلامي السافرة اللتي افترفتها ايام جاهليتي علي ان اعاود الأرتكاس في ذاك الحمى اللاهب وقد نجاني الله منه . ومن المضحك ان احد المنتجين عرض على زوجي ان اقوم بتمثيل افلام وغناء اشعار يلصقون بها مسمى دينيه ولا يعلم هؤلاء المساكين ان اسلامي يربى بي عن مزاولة مايخدش كرامتي او ينافي عقيدتي . نعم لقد كانت هجرتي لله وإلى الله وعندما تكبر براعمي المؤمنه سيدركون إن شاء الله لما وكيف كنت ؟ وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الأستئذان واراها تضع بين يدي الديوان تسألني بلهجة الواثق من نفسه ان اتابع ماحفضت من قصيد وقبل ان اثبت بصري على الصفحة المطلوبه اندفعت في تسميعها :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
تروي قصتها وتقول : انهيت اعمالي المنزلية عصر ذاك اليوم , وبعد أن اطمأننت على اولادي وقد بدأو في استذكار دروسهم جلست في الصالة وهممت بمتابعة مجلة اسلامية حبيبه إلى نفسي , ولكن شيئاً ماشد انتباهي , ارهفت سمعي لصوت ينبعث من احد الغرف وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى الصوت يعلو تارة ويغيب تارة اخرى, نهضت بتعجل لأستبين الأمر ثم عدت إلى مكاني عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلداً انيقاً تدور به الغرفه فرحاً , وهي تلحن ماتقرأ , لقد اهدتها إدارة المدرسة ديون ( أحمد شوقي) لتفوقها في دراستها وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
لا ادري لماذا اخذت ابنتي في تكرار هذا البيت لعله اعجبني واخذت اردد معها وقد انفجرت مدامعي تأثراً وانفعالاً اناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لا تفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها وصوت ابنتي لا يزال يردد بيت شوقي : خدعوها ؟"!
نعم لقد مورست علي عمليات خداع نصبتها اكثر من جهه تعود جذور المأساه منذ سنوات كنت فيها الطفلة البريئة لأبوين مسلمين كانا من المفروض عليهما استشعار المسؤولية تجاه وديعة الله لديهما اللتي هي انا بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة لأغدوا حق مسلمة كما المطلوب ولكن اسأل الله ان يعفوا عنهما , كانا منصرفين , كل واحداً منهما لعمله , فأبي بطبيعة الحال خارج البيت في كدح متواصل تاركاً عبئ الأسرة لأمي اللتي كانت بدورها موزعة الأهتمامات ما بين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله , إلى جانت تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة , وبالطبع لم اجد الرعاية والأعتناء اللازمين حتى تلقفتني دور الحضانة ولما بلغت الثالثة من عمري . كنت اعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شي , فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الأبتدائية في محاولة لجذب الأنتباه إلى شخصي المهمل , بيد ان شيئاً ما اخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد . اجل فقد حباني الله جمالأ ورشاقه , وحنجره غريده , جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبه دائمة تستعيدني الأدوار الغنائية الراقصة منها والأستعراضية منها اللتي اشاهدها في التلفاز حتى غدوت افضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية ولا ازل احتفظ في ذاكرتي بأحداث يوم كرمت فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي احتضنتني الأم ليليان مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية وغمرتنتي بقبلاتها قائلة لزميلة لها لقد نجحنا في مهمتنا إنها واشتارت إلي من نتاجنا وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا ! لقد صور لي خيالي الساذج انذاك اني سأبقى دائماً مع تلك المعلمة وهذه المديرة واسعدني ان اجد بعضاً من حنان افتقدته وان كنت قد لا حضت ان عطفهما من نوع غريب تكشفت لي ابعاده ومرانية بعد إذ ووافقت على حقيقة هذا الأهتمام المستورد صراحة , لا استطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائته وانا ادرج من مرحلة لأخرى خاصة بعد ان تبناني احد مخرجي الأفلام السنمائية كفنانة دائمة وسط اهتمام اعلامي كبير بي ! كما اخذت امي تفخر بأبنتها الموهوبه اما معارفها وصويحباتها وتقاد تتقافز سروراً وهي تتملا صوري على شاشة التلفاز جليسها الدائم . كانت تمتلكني نشوة مسكرة وانا ارفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهه كانت تطربني المقابلات والتعليقات الصحفية ورؤية صوري الملونة وهي تحتل اغلفة المجلات وواجهات المحلات حتى وصل بي الأمر إلى ان تعاقد معي متعهدوا الأعلانات والدعايات لأستخدام اسمي فقط لترويح مستحضراتهم وبضائعهم كانت حياتي موضع الأعجاب والتقليد في اوساط المراهقات وغير المراهقات على السواء وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة اللتي شبت نيرانها في نفوس زميلات المهنة ان صح التعبير وبصورة اكثر عند منهما وصل قطار العمر إلى محطات الترهل والأنطفاء وقد اخفقت عمليات التجميل في إعادة نظارة شبابهن فأنصرفنا في تعاطي المخدرات ولم يتبقى من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العطنة وقد لفظنا كبقايات هياكل ميته في طريقها إلى الزوال . قد تتسائل وهل كنتي سعيده حقاً ياأمي ؟ ابنتي الحبيبه لا تدري بأني كنت قطعة من الشقاء والألم فقد عرفت وعشت كل مايحمل قاموس البؤس والمعاناة في معان واحداث ؟ إنسانه واحده عايشت احزاني وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء المبهرجة وعلى الرغم من انها شقيقة والدتي إلى انها تخلفت عنها في كل شي . ويكفيها انها امرأه فاضلة وزوجه مؤمنه وام صالحة . كنت الجأ اليها بين الحين والأخر اتزود من نصائحها واخضع لتحذيراتها وارتضي وسائل لتقويم اعوجاجي وهي تحاول فتح مغاليف قلبي ومسالب روحي بكلماتها القوية ومشاعرها الحانية ولكن الحق يقال كان شيطاني يتغلب على الجانت الطيب الضئيل في نفسي لقلة ايماني وضعف ايرادتي وتعلقي بالمضاهر وعلى الرغم من هذا لم يكن بالمستطاع اسكات الصوت الفطري الصاهل المنبعث في صحراء قلبي المقرور . بات مألوفاً ساهمه واجله وقد اصبحت دمية يلهوا بها اصحاب المدارس الفكرية على اختلاف انتمائتها العقائدية لترويج اغراضهم ومراميهم عن طريق امثالي من المخدوعين والمخدوعات واستبدالنا بمن هم اكثر اخلاصاً او إذا شئت عمالة في هذا الوسط الخطر والمسؤول عن كثير من توجهات الناس الفكرية . وجدت نفسي شيئاً فشيئاً اسقط في عزلة نفسية قاضئة زاد عليها نفوري من اجواء الوسط الفني كما يدعى معرضة عن جلساته وسهراته الصاخبه اللتي يرتكب فيها الكثير من التفاهات الحماقات بأسم الفن او الزماله ! لم يحدث ان ابطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي وانا احاول تحديد الجهه المسؤوله عن ضياعي وشقائي اهي التربية الأسرية الخاطئة ؟ ام التوجيه المدرسي المنحرف ام هي جناية وسائل الأعلام من كل ذلك معاً لقد توصلت ايامها إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب اولادي مستقبلأ ما القاه من تعاسه مهما كان الثمن غالياً إذ يكفي المجتمع اني قدمت ضحية على مذبح الأهمال والتاَمر والشهوات , او كما تقول خالتي على الدين الشيطان وفجأه التقينا على غير ميعاد . كان مثلي , دفعته نزوات الشباب كما علمت بعد إذ إلى هذا الوسط ليصبح نجماً وعذراً فهذه اصطلاحاتنا إنذاك مع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة ولو كانت ثانوية نافراً من التعامل مع الأدوار النسائية . ومره احتفلت الأوساط الفنية والأعلامية احد مشاهير هوليود لها واضررت يومها بتقديم الكثير من المجاملات اللتي تحتمها مناسبه كهذه وانتهزت فرصة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هادئ لألتقاط انفاسي , لمحته جالساً في مكان قريب مني شجعني صمته الشارد ان اقتحم عليه عزلته وسألته بدون مقدمات عن رأيه في المرأه لأعرف كيف ابدا حديثي معه واجابني باقتضاب ان الرجل رجل والمرأه مرأه ولكل مكانه الخاص وفق طبيعته اللتي خلق عليها . استرسلت في التحادث معه وقد ادهشني وجود انسان عاقل في هذا الوسط وفهمت من كلامه انه سيضحي غير اَسف بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل وسيبحث عن عمل شريف نافع يستعيد فيه رجولته وكرامته لحظتها قفز إلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وانا اطرحهه عليه . لم يشأ ان يحرجني يومها ولكن مما وعيت من حديثه وقوله (( إذا تزوجت فستكون زوجتي اماً وزوجاً بكل معنى الكلمة , فاهمه مسؤلياتها وواجباتها وستكون لنا رسالة نؤديها نحو اولادنا لينشؤوا على الفضيلة والاستقامة كما امر الله بعيداً عن المزالق والمنعطفات وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق )) وقال كلاماً اكثر من ذلك ايقض في الصوت الفطري الرايق يدعوني إلى معراج طاهر في قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب . واحسست اني امام رجل يصلح لأن يكون اباً لأولادي على خلاف الكثير ممن التقيت ورفضت الأقتران بهم وبعد فتره شاء الله وتزوجنا وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في اجهزة الأعلام المتعدده حيث تتعيش دائماً على مثل هذه الأخبار . ولكن المفاجأه اللتي اذهلت الجميع كانت بأعلاننا بعد زيارتنا للأراضي المقدسة عن تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء واني سألتزم بالحجاب وسائر السلوكيات الأسلامية المطلوبه إلى جانت تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة بيتي المؤمن في رعاية زوجي طبقاً لتعاليم الله ورسوله اما زوجي قد اكرمه الله بحسن التفقه في الدين وتعليم الناس في المسجد. اولادي الأحباء لم يعرفوا ان اباهم في عمامته , وامهم في جلبابها كانا ظالين فهداهما الله واذاقهم حلاوة التوبه والأيامان . خالتي المؤمنه ذرفت دموعها فرحه وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي ولا تزال الأن تحتضنني كما لو كنت صغيرة وتسأل الله لي الصبر والثبات امام حملات التشهير والنكاية اللتي استهدفت ايغاضتي بعرض افلامي السافرة اللتي افترفتها ايام جاهليتي علي ان اعاود الأرتكاس في ذاك الحمى اللاهب وقد نجاني الله منه . ومن المضحك ان احد المنتجين عرض على زوجي ان اقوم بتمثيل افلام وغناء اشعار يلصقون بها مسمى دينيه ولا يعلم هؤلاء المساكين ان اسلامي يربى بي عن مزاولة مايخدش كرامتي او ينافي عقيدتي . نعم لقد كانت هجرتي لله وإلى الله وعندما تكبر براعمي المؤمنه سيدركون إن شاء الله لما وكيف كنت ؟ وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الأستئذان واراها تضع بين يدي الديوان تسألني بلهجة الواثق من نفسه ان اتابع ماحفضت من قصيد وقبل ان اثبت بصري على الصفحة المطلوبه اندفعت في تسميعها :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
تعليقات
إرسال تعليق