في حوار اجرته إحدى الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل ورداً على سؤال عن سبب هدايتها قالت :
بسم الله الرحمن الرحيم ,, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
البداية كانت في نشأتي , والنشأة لها دور مهم , والدي بفضل الله رجل متدين , التدين البسيط العادي , وكذلك كانت والدتي , رحمهما الله , كنت اصلي ولكن ليس بأنتظام , كانت بعض الفروض تفوتني ولم اكن اشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة , وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست اساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها احد ولم يكن الدين علماً اساسياً مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية , وعندما حصلت على الثانية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق او دراسة الفنون الجميلة , ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما , فدخلت معهد الفنون المسرحية ولم اكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل , وأشعر الأن كأنني دفعت إليها دفعاً , فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثل سني , كان عمري انذاك 16 - 17 سنة خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة , واثناء عملي بالتمثيل كنت اشعر بشيئ في داخلي يرفض العمل حتى انني كنت اضل عامين او ثلاثة دون عمل حتى يقول البعض : إنني اعتزلت , والحمد لله كانت اسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم اكن اعمل لحاجه مادية , وكنت انفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك , استمر الوضع حتى شعرت اني لا اجد نفسي في هذا العمل , وشعرت ان جمالي هو الشيئ الذي يستغل في عملي بالتمثيل , وعندها بدأت ارفض الأدوار التي تعرض علي , والتي كانت تركز دائماً على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قل عملي جداً , كان عملي بالتمثيل اشبه بالغيبوبه , كنت اشعر ان هناك انفصاماً بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي انا فيه , وكنت اجلس افكر في اعمالي السينمائية التي راها الجمهور , ولم اكن اشعر انها تعبر عني وانها امر مصطنع , كنت احس انني اخرج من جلدي , وبدأت امثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في ادوار اقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من ان يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب اخر , اثناء ذلك بدأت اواضب على اداء الصلوات بحيث لو تركت فرضاً من الفروض استغفر الله كثيراً بعد ان اصلية قضاء , وكان ذلك يحزنني كثيراً , كل ذلك ولم اكن التزم بالزي الإسلامي , وقبل ان اتزوج كنت اشتري ملابسي من احدث بيوت الأزياء في مصر وبعد ان تزوجت كان زوجي يصحبني للسفر خارج مصر لشراء الملابس الصيفية والشتوية !! اتذكر هذا الأن بشيئ من الحزن , لأن مثل هذه الأمور التافهه كانت تشغلني , ثم بدأت اشتري ملابس اكثر حشمة , وإن اعجبني ثوب بكم قصير كنت اشتري معه جاكيت لستر الجزء الظاهر من الجسم , كانت هذه رغبة داخلية عندي , وبدأت اشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي , إنك الأن افضل !!
بدأت اقرأ في المصحف الشريف اكثر , وحتى تلك الفترة لم اكن قد ختمت القران الكريم قراءة , كنت اختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة ,, ومن فضل الله انني لم تكن لي صديقات في الوسط الفني , بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة , كنت اجتمع وصديقاتي , حتى بعد ان تزوجت في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرا القران الكريم ونختمه ولكن للأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي , وفي تلك الفترة كنت اعمل دائماً مع زوجي سواء كان يمثل معي او يخرج لي الأدوار التي كنت امثلها , وانا احكي هذا الأن ليس باعتباره شيئاً جميلاً في نفسي ولكن اتحدث عن فترة زمنية عندما اتذكرها اتمنى لو تمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت ابداً ان اكون من الوسط الفني !!
كنت اتمنى ان اكون مسلمة ملتزمه لأن ذلك هو الحق والله , والله تعالى يقول : وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون :
كنت عندما أذهب إلى المصيف اتأخر في نزول البحر إلى مابعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي , وانا اقول هذا لأن هناك من تظن ان بينها وبين الالتزام هوة واسعة ولكن الأمر بفضل الله سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي : ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هروله :
وكانت قراءتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لا تقدم ولا تؤخر وكنت ادخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكني احجمت عن هذه القراءات دون سبب ظاهر , كانت عندي رغبة قوية في اداء العمرة وكنت اقول في نفسي : إنني لا استطيع ان اؤدي العمرة إلا اذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول ان اذهب لبيت الله دون اكون ملتزمه بالزي الإسلامي , لكن هناك من قلن لي , لا , ابداً هذا ليس شرطاً , كان ذلك جهلاً منهم بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيئ بعد ادائهن للعمرة , وذهب زوجي لأداء العمرة ولم اذهب معه لخوفي ان تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي , ولكنها اصيبت بنزله شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلى فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخرى عن اداء العمرة ,
وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982 م في شهر فبراير وكنت عائدة في ديسمبر من باريس وانا حامل احدث الملابس من بيوت الأزياء كانت ملابس محتشمه ولكنها احدث موديل , وعندما ذهبت واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت اول مرة البس الثياب البيضاء دون ان اضع اي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي اكثر جمالاً , ولأول مرة سافرة دون ان اصاب بالقلق على اولادي لبعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفاً عليهم وقد كنت اخذهم معي في الغالب , وذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس , وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت اقرأ في المصحف دون ان افهم الأيات فهماً كاملاً لكن كان لدي اصرار على ختم القران في المدينة ومكة , وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين ؟ وكنت اقول لا اعرف , كنت اعلق ذلك الأمر على زوجي , هل سيوافق ام لا , ولم اكن اعرف انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللائي كن يرتد الخمار وكنت افضل البقاء في الحرم لأقرأ القران الكريم وفي احدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها ( اروى ) قرأت على ابيات من الشعر الذي كتبته هي فبكيت لأنني استشعرت انها مست شيئاً في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيراً ولكن الذي من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك , لا تتعجلي انتي مازلتي شابة , ,, إلخ
ولكن كانت رغبتي دائماً في ارتداء الحجاب قالت الأخت اروى
فليقولوا عن حجابي لا وربي لن ابالي
قد حماني فيه ديني وحباني بالجلال
زينتي دوماً حيائي واحتشامي هو مالي
الأني اتولى من متاعٍ لزوال
لا مني الناس كأني اطلب السوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم في حديث او سؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها , استشعرت انها تتحدث بلسان حالي وأنها مست شغاف قلبي , وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من ابي توفيت وكنت احبها كثيراً رحمها الله , وبعد اداء العمرة لم انم تلك اللية واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق انفاسي , وكأن خطايا البشر كلها تخنقني , كل مباهج الدنيا التي كنت اتمتع بها كأنها اوزار تكبلني , وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له اريد ان اذهب إلى الحرم الأن , ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي , وكان مجنداً نفسه لراحتي في رحلة العمرة , صحبني إلى الحرم وعندما وصلت اديت تحية المسجد وهي الطواف وفي اول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد , لي ولزوجي واولادي وأهلي وكل من اعرف , دعوت بقوة الإيمان ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع طول الأشواط السبعة لم ادع إلا بقوة الإيمان وطوال الاشواط السبعة اصل إلى الحجر الأسود واقبله , وعند مقام ابراهيم علية السلام وفقت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة كأني لم اقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منه من الله فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب , وكنت ابكي وكياني يتزلزل , في الطواف استشعرت كأن ملأكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي , استشعرت عظمة الله كما لم استشعرها طوال حياتي , ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشيئ نفسه كل ذلك كان قبل الفجر , وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت واصبحت إنسانة اخرى تماماً , وسألني بعض النساء , هل ستتحجبين ياأخت شمس ؟ فقلت بإذن الله , حتى نبرات صوتي تغيرت وتبدلت تماماً , هذا كل ماحدث لي , وعدت ومن بعدها لم اخلع حجابي , وانا الأن في السنة السادسة منذ ارتدية وادعو الله ان يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعاً انا وزوجي واهلي وامة المسلمين جمعاء .
بسم الله الرحمن الرحيم ,, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
البداية كانت في نشأتي , والنشأة لها دور مهم , والدي بفضل الله رجل متدين , التدين البسيط العادي , وكذلك كانت والدتي , رحمهما الله , كنت اصلي ولكن ليس بأنتظام , كانت بعض الفروض تفوتني ولم اكن اشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة , وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست اساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها احد ولم يكن الدين علماً اساسياً مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية , وعندما حصلت على الثانية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق او دراسة الفنون الجميلة , ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما , فدخلت معهد الفنون المسرحية ولم اكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل , وأشعر الأن كأنني دفعت إليها دفعاً , فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثل سني , كان عمري انذاك 16 - 17 سنة خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة , واثناء عملي بالتمثيل كنت اشعر بشيئ في داخلي يرفض العمل حتى انني كنت اضل عامين او ثلاثة دون عمل حتى يقول البعض : إنني اعتزلت , والحمد لله كانت اسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم اكن اعمل لحاجه مادية , وكنت انفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك , استمر الوضع حتى شعرت اني لا اجد نفسي في هذا العمل , وشعرت ان جمالي هو الشيئ الذي يستغل في عملي بالتمثيل , وعندها بدأت ارفض الأدوار التي تعرض علي , والتي كانت تركز دائماً على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قل عملي جداً , كان عملي بالتمثيل اشبه بالغيبوبه , كنت اشعر ان هناك انفصاماً بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي انا فيه , وكنت اجلس افكر في اعمالي السينمائية التي راها الجمهور , ولم اكن اشعر انها تعبر عني وانها امر مصطنع , كنت احس انني اخرج من جلدي , وبدأت امثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في ادوار اقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من ان يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب اخر , اثناء ذلك بدأت اواضب على اداء الصلوات بحيث لو تركت فرضاً من الفروض استغفر الله كثيراً بعد ان اصلية قضاء , وكان ذلك يحزنني كثيراً , كل ذلك ولم اكن التزم بالزي الإسلامي , وقبل ان اتزوج كنت اشتري ملابسي من احدث بيوت الأزياء في مصر وبعد ان تزوجت كان زوجي يصحبني للسفر خارج مصر لشراء الملابس الصيفية والشتوية !! اتذكر هذا الأن بشيئ من الحزن , لأن مثل هذه الأمور التافهه كانت تشغلني , ثم بدأت اشتري ملابس اكثر حشمة , وإن اعجبني ثوب بكم قصير كنت اشتري معه جاكيت لستر الجزء الظاهر من الجسم , كانت هذه رغبة داخلية عندي , وبدأت اشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي , إنك الأن افضل !!
بدأت اقرأ في المصحف الشريف اكثر , وحتى تلك الفترة لم اكن قد ختمت القران الكريم قراءة , كنت اختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة ,, ومن فضل الله انني لم تكن لي صديقات في الوسط الفني , بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة , كنت اجتمع وصديقاتي , حتى بعد ان تزوجت في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرا القران الكريم ونختمه ولكن للأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي , وفي تلك الفترة كنت اعمل دائماً مع زوجي سواء كان يمثل معي او يخرج لي الأدوار التي كنت امثلها , وانا احكي هذا الأن ليس باعتباره شيئاً جميلاً في نفسي ولكن اتحدث عن فترة زمنية عندما اتذكرها اتمنى لو تمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت ابداً ان اكون من الوسط الفني !!
كنت اتمنى ان اكون مسلمة ملتزمه لأن ذلك هو الحق والله , والله تعالى يقول : وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون :
كنت عندما أذهب إلى المصيف اتأخر في نزول البحر إلى مابعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي , وانا اقول هذا لأن هناك من تظن ان بينها وبين الالتزام هوة واسعة ولكن الأمر بفضل الله سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي : ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هروله :
وكانت قراءتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لا تقدم ولا تؤخر وكنت ادخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكني احجمت عن هذه القراءات دون سبب ظاهر , كانت عندي رغبة قوية في اداء العمرة وكنت اقول في نفسي : إنني لا استطيع ان اؤدي العمرة إلا اذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول ان اذهب لبيت الله دون اكون ملتزمه بالزي الإسلامي , لكن هناك من قلن لي , لا , ابداً هذا ليس شرطاً , كان ذلك جهلاً منهم بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيئ بعد ادائهن للعمرة , وذهب زوجي لأداء العمرة ولم اذهب معه لخوفي ان تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي , ولكنها اصيبت بنزله شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلى فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخرى عن اداء العمرة ,
وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982 م في شهر فبراير وكنت عائدة في ديسمبر من باريس وانا حامل احدث الملابس من بيوت الأزياء كانت ملابس محتشمه ولكنها احدث موديل , وعندما ذهبت واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت اول مرة البس الثياب البيضاء دون ان اضع اي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي اكثر جمالاً , ولأول مرة سافرة دون ان اصاب بالقلق على اولادي لبعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفاً عليهم وقد كنت اخذهم معي في الغالب , وذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس , وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت اقرأ في المصحف دون ان افهم الأيات فهماً كاملاً لكن كان لدي اصرار على ختم القران في المدينة ومكة , وكانت بعض المرافقات لي يسألنني هل ستتحجبين ؟ وكنت اقول لا اعرف , كنت اعلق ذلك الأمر على زوجي , هل سيوافق ام لا , ولم اكن اعرف انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللائي كن يرتد الخمار وكنت افضل البقاء في الحرم لأقرأ القران الكريم وفي احدى المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها ( اروى ) قرأت على ابيات من الشعر الذي كتبته هي فبكيت لأنني استشعرت انها مست شيئاً في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيراً ولكن الذي من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك , لا تتعجلي انتي مازلتي شابة , ,, إلخ
ولكن كانت رغبتي دائماً في ارتداء الحجاب قالت الأخت اروى
فليقولوا عن حجابي لا وربي لن ابالي
قد حماني فيه ديني وحباني بالجلال
زينتي دوماً حيائي واحتشامي هو مالي
الأني اتولى من متاعٍ لزوال
لا مني الناس كأني اطلب السوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم في حديث او سؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكرتها , استشعرت انها تتحدث بلسان حالي وأنها مست شغاف قلبي , وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من ابي توفيت وكنت احبها كثيراً رحمها الله , وبعد اداء العمرة لم انم تلك اللية واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق انفاسي , وكأن خطايا البشر كلها تخنقني , كل مباهج الدنيا التي كنت اتمتع بها كأنها اوزار تكبلني , وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له اريد ان اذهب إلى الحرم الأن , ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي , وكان مجنداً نفسه لراحتي في رحلة العمرة , صحبني إلى الحرم وعندما وصلت اديت تحية المسجد وهي الطواف وفي اول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد , لي ولزوجي واولادي وأهلي وكل من اعرف , دعوت بقوة الإيمان ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع طول الأشواط السبعة لم ادع إلا بقوة الإيمان وطوال الاشواط السبعة اصل إلى الحجر الأسود واقبله , وعند مقام ابراهيم علية السلام وفقت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة كأني لم اقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منه من الله فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب , وكنت ابكي وكياني يتزلزل , في الطواف استشعرت كأن ملأكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي , استشعرت عظمة الله كما لم استشعرها طوال حياتي , ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشيئ نفسه كل ذلك كان قبل الفجر , وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر عندها كنت قد تبدلت واصبحت إنسانة اخرى تماماً , وسألني بعض النساء , هل ستتحجبين ياأخت شمس ؟ فقلت بإذن الله , حتى نبرات صوتي تغيرت وتبدلت تماماً , هذا كل ماحدث لي , وعدت ومن بعدها لم اخلع حجابي , وانا الأن في السنة السادسة منذ ارتدية وادعو الله ان يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعاً انا وزوجي واهلي وامة المسلمين جمعاء .
تعليقات
إرسال تعليق