القائمة الرئيسية

الصفحات

توبة محمد علي كلاي بطل الملاكمة العالمي



توبة محمد علي كلاي بطل الملاكمة العالمي
كان قبل إسلامه يلقب نفسه بــ" الأعظم " إذ كان أفضل ملاكمي عصره،بل إن النقاد الرياضيين عدوه أفضل ملاكمي القرن الحالي كله ، فلم يعرف تاريخ الملاكمة ملاكماً أسرع منه ، كان يتراقص على الحلبة برشاقة ثم ينقض على خصمه إنقضاض الدبور ، ويلدغه بلكمه لا يملك منها هرباً أو فكاكاً .. يسقط على أثرها صريعاً ليعلو صوت البطل : " أنا الأعظم " .
لكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب إذ لم يعد ميالاً للتعالي ، وصار بسيطاً بساطة الروح الإسلامية ..
إنه الملاكم العالمي"كاسيوس مارسلوس كلاي"الذي عرفه العالم فيما بعد باسم: محمد علي كلاي
يحدثنا عن رحلته إلى الإسلام فيقول :
ولدت في " كونتاكي " بالولايات المتحدة الأميريكية ، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي بطريقة فريدة ماتزال تحمل اسمها ، واشتهرت أيضاً بأبشع ألوان التفرقة العنصرية
كان طبيعياً أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر ، ولعل تلك المعاناة كانت حافزاً لتعلم الملاكمة ، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إليَّ من أقراني البيض ، ولأني أملك قواماً رياضياً وعضلات مفتولة ، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهداً ...
ولم أكن أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في دورة روما الأوليمبية عام 1960 م ... ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة " سوني ليستون " في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة ، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة ، توجت بعدها بطلاً للعالم .. وبين ضجيج هتافات المعجبين وبريق فلاشات آلات التصوير وقفت لأعلن أمام ملاين الشهود الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز إسلامي مردداً : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " ، وغيرت اسمي إلى
" محمد علي كلاي " لأبدأ ــ وسط دهشة المشاهدين ــ معركة أخرى مع الباطل ، الذي أزعجه أن أعلم اسلامي يهذه السهولة والبساطة .
إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمراً طبيعياً يتفق مع الفطرة ، فطرة الله التي فطر الناس عليها وقد أستغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن ، كانت بدايته عام 1960 م حين أصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحاً عن الإسلام ، إذ احسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانياً قوياً ، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة حقيقة الله والدين والخلق ...
لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام والمسيحية وكانت رحلة شاقة
فالكل من حولي ما بين مثبط ومضلل ، والمجتمع نفسه مجتمع يشيع فيه الفساد ، ويختلط فيه الباطل بالحق ، ثم إن الدعاية الكنسية تصور المسلمين في صورة همج ، وترجع أسباب تخلفهم إلى الإسلام ، إلا إني ـ وقد هداني الله ونور بصيرتي ـ عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم وحقيقة الإسلام الخالدة ، إذ وجدت في الإسلام ديناً يحقق السعادة للبشر جميعاً ولا يميز بين لون وجنس وعرق ، فالكل متساوٍ أمام الله ـ عز وجل ـ أفضلهم عند ربهم أتقاهم ، فأدركت أني امام حقيقة ربانية لا يمكن ان تصدر عن بشر ..
قارنت بين تثليث النصارى وتوحيد الإسلام ، وآمنت أن الإسلام هو الاقرب إلى المنطق فلا يعقل أن يدير ثلاثة آلهة كوناً واحداً بمثل هذا النظام المتفرد البديع ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ....) إنه أمر يستحيل حدوثه ، ولا يمكن أن يقنع إنساناً يفكر ويستخدم عقله . ولمست كيف يوقر المسلمون عيسى عليه السلام ، وأمه العذراء البتول ويرفعونهما إلى المقام اللائق بهما ، فأدركت بأنه لا عداء من الإسلام نحو المسيح عليه السلام أو المسيحية النقية ، وأن ما يشيعه القسس والرهبان حول ذلك محض افتراء وكذب . ثم قرأت معاني القرآن الكريم مترجمة فما ازددت مع كل سطر إلا اقتناعاً بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر ، وعمدت إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين فلم أجد منهم سوى طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدتها في تعاملي مع النصارى الذين نظروا إلى لوني ولم ينظروا إلى جوهري .
هذه قصة إسلام بطل الملاكمة المسلم محمد علي كلاي الذي أعلن إسلامه صريحاً في لحظة انتصاره وكأنما أراد أن يسدد للطاغوت ضربة قاضية كتلك التي نالها شرير الحلبة البشع سوني لوستون . ولم يكن إعلانه لإسلامه نهاية المطاف وإنما بدايته ، إذ عد يوم إسلامه يوم مولده الحقيقي ، وبدأ يمارس حياته من هذا المنطق فترك خلفه ماكان يتناوله من صنوف الطعام والشراب والحياة المخالفة للإسلام ، وأتجه بقلبه وعقله وجميع جوارحه إلى الله وحفظ ـ أول ماحفظ ـ فاتحة الكتاب ، ليبدأ بها رحلة الطمأنينة والإيمان .
زار محمد علي مكة المكرمة عام 1973 م وتكررت زياراته لها وللمدينة المنورة يسأل ربة المغفرة لما كان قد ارتكبه من ذنوب في حياته السابقة قبل إسلامه ، ويطلب منه عز وجل أن يرزقه حسن الختام . وهو الآن رب أسرة مسلمة وقد حرص أن يسمي أبناءه وبناته بأسماء إسلامية أصيلة فلدية : محمد ومريم ورشيدة وخليلة وجميلة وهناء وليلى، وهم يتلقون تعليماً إسلامياً ويذهبون للمساجد باستمرار حتى يكونوا على صلة دائمة بربهم ثم بأبناء جلدتهم من المسلمين . وهو اليوم يعد من أنشط رجال الدعوة الإسلامية في أمريكا واكثرهم عطاء ومع ذلك فما يزال يحس بانه لم يقدم مايريد ففي ذهنه الكثير من الآمال والأماني لعطاء أكبر من أجل خدمة دين الله وإعلاء كلمته .
كبروا معنا لهذا البطل الذي طرح الباطل أرضاً على الحلبة من أول جولة ......
الله اكبر ...... الله اكبر .
My hope is in my God tomorrow will be a better day

تعليقات